أنواع مدارس التعليم المجتمعي:
أ. مدارس المجتمع:
تم إنشاؤها منذ عام
1992م في ثلاث محافظات بصعيد مصر هي أسيوط وسوهاج وقنا)؛ بهدف تحقيق التعليم للمجتمع،
وتهدف مدارس المجتمع إلى توفير تعليم للبنين
والبنات الذين حرموا من التعليم النظامي، ولكنهم ما زالوا في سن التعليم في
المناطق الأكثر حرمانًا (70% بنات ـ 30% بنين) وتقوم مدارس المجتمع على عدة أسس
منها:
¨ تطبيق نظريات التعلم المتمركز حول المتعلم
(التعلم النشط).
¨ تفعيل الجهود الذاتية لمجتمع القرية والمجتمع
المحلى.
¨ المشاركة المجتمعية من خلال تشكيل " لجان
تعليم " في كل قرية، وقد شاركت هذه اللجان بفعالية في إدارة المدارس والإشراف
عليها، وحشد الموارد المحلية من أجل دعمها.
¨
ب ـ مدارس الفصل الواحد:
تم إنشاؤها بموجب
القرار الوزاري (255) لسنة 1993م، الصادر بشأن إنشاء ثلاثة آلاف مدرسة ذات فصل
واحد في المناطق التي لا تصلها خدمات تعليمية كالكفور والنجوع والمناطق النائية؛
لمواجهة خطر عدم وصولها للفتيات في الشريحة العمرية (8-14) سنة، تشرف عليها وزارة
التربية والتعليم إشرافاً كاملاً بداية من إنشائها وتأثيثها وتعيين العاملين بها
وتدريبيهم ودفع رواتبهم، وتتميز بالمرونة حيث يمكن إلحاق الفتيات بها حسب الصفوف التي
سبق أن أتممت دراستها في سنوات سابقة بالمرحلة الابتدائية، وحالت ظروفهن من
استكمالها، ويعقد اختبار لتحديد مستوى الدارسات بواسطة الإدارة التعليمية، وتعتمد
تلك المدارس على نظام الفصول متعددة المستويات فتتعلم الدارسات بالصف الأول والثاني
في مستوى واحد (مجموعة واحدة)، ودارسات الصف الثالث والرابع في مستوى ثان، ودارسات
الصف الخامس والسادس في مستوى ثالث. ويواصل
خريجو مدارس الفصل الواحد، وكذلك مدارس المجتمع، التعليم حتى المرحلتين الإعدادية
والثانوية، ومن بين الخريجين الآن طلاب وطالبات في الجامعات.
ج ـ المدارس الصديقة للفتيات:
بدأ إنشاء هذه المدارس
منذ ظهور مبادرة تعليم البنات عام 2003 في عزب ونجوع سبع محافظات: (الفيوم ـ بنى
سويف ـ المنيا ـ أسيوط ـ سوهاج ـ البحيرة ـ الجيزة) والتي تتضح فيها الفجوة
النوعية في التعليم بين الذكور والإناث، بهدف تحقيق الالتحاق للجميع والارتقاء،
بجودة التعليم وتحقيق المساواة بين الجنسين في مرحلة التعليم الأساسي بحلول عام
2015م.
وتضم المدارس صديقة
الفتيات الأطفال (الإناث) من 6 إلى 14 سنة غير الملتحقات بالتعليم أو المتسربات
منه في المناطق النائية المحرومة من الخدمة التعليمية، وهي مدارس متعددة
المستويات، تتبع وزارة التربية والتعليم في التوجيه والامتحان، ويتم فتحها داخل
مواقع موجودة بالفعل ومتبرع بها من الأهالي أو من جهات حكومية، وتتكون من حجرة
دراسية واحدة متعددة الصفوف، كما يسمح بالتحاق نسبة لا تتعدى 25% من الفتيان، إذا
ما ثبت احتياجهم للتعليم.
د ـ المدارس الصديقة لأطفال في ظروف صعبة (أطفال
الشوارع):
بدأ العمل في هذا النوع
من المدارس 2003 / 2004م، بهدف إعادة الأطفال الذين تسربوا من النظام التعليمي إلى
سوق العمل، أو الذين فقدوا المأوى العائلي ويعيشون في ظروف صعبة، عن طريق إلحاقهم في
فصول متعددة المستويات، وتقديم برنامج تعليمي مكثف يسرع إنهاء الدارسين / الدارسات
لما تقدمه المدرسة الابتدائية، بما يتيح له استكمال تعليمه في مراحل التعليم
الأخرى في المدرسة العادية مثل أقرانه.
ويشارك الدارسون مع
المعلمين في تحديد شكل اليوم الدراسي، والمنهج متنوع بين المواد الثقافية والأنشطة
والمواد المهنية التي تتناسب مع الدارسين / الدارسات، وتقدم الجمعيات الأهلية
الشريكة في المشروع رعاية صحية لهم، وأعدت وزارة التربية والتعليم منهجًا دراسيًا
خاصًا لهذه الفئة من الأطفال، يتماشى مع ظروفهم.
ويتم هذا المشروع بمشاركة مجموعة هيئات وهى
وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسكو ومنظمة الغذاء العالمية مع بعض الجمعيات
الأهلية وسفارة اليابان، وقد بدأ المشروع بستة وعشرين فصلا ، وفى عام (2008) وصل
عدد الفصول إلى (154) فصلاً بمحافظات (القاهرة، الجيزة ، القليوبية، الإسكندرية،
الفيوم، الدقهلية وسوهاج)، وبلغ عدد الأطفال الملتحقين بهذه المدارس (3000 طفل عام
2008-2009)، ومن نتائج هذه المرحلة أنه تم ضم عدد (233 طفلاً بالتعليم الابتدائي
ومدارس الفصل الواحد) كما أعد المشروع فكرة المدارس المتنقلة؛ وهى عبارة عن أتوبيس
يحتوى على فصل متكامل ويستوعب ( 15 طفلاً ) يتم تسجيل الأطفال به لحين توفير مكان،
وتخصيص جمعية للإشراف على الفصل، ويشترط نظام العمل في هذه الفصول وجود اثنين من
الميسرين؛ يكون أحدهم أخصائيا اجتماعيا والآخر تربويا، وتقوم مديريات التربية
والتعليم بالتعاقد مع المعلمات وفقًا لمعايير محددة، وتقوم اليونسكو وسفارة
اليابان بالتمويل، وتقدم منظمة الغذاء وجبات للتلاميذ، وتوفر الجمعيات الأهلية
أماكن الدراسة.
المدارس الصغيرة:
بدأ العمل في إنشائها
منذ 1997م في محافظتي: الفيوم وسوهاج، بإشراف كل من هيئة كير الدولية، (اختيار المكان واختيار وتأهيل الميسرات وتشكيل
مجالس الأمهات، تنظيم حملات لتوعية الأهالي، توفير الأثاث) وزارة التربية والتعليم
(توفير الكتب ودفع أجور الميسرات، وتوفير التغذية والتأمين الصحي)، وجمعيات تنمية
المجتمع (تجميع شهادات ميلاد الأطفال، وتوفير مبنى للمدارس، الخامات اللازمة
للتدريس) وتقبل الأطفال من 8.5 إلى 12 سنة من الفتيات المتسربات من التعليم الأساسي،
أو ممن لم يلتحقن به لبعد المدارس الابتدائية أو لظروف أخرى.
وتمتاز هذه الأنماط
التعليمية المختلفة من مدارس التعليم المجتمعي بتوفير بيئة تعليمية تتناسب وظروف
المجتمع واحتياجات الأطفال، وإعدادهم للمشاركة في التنمية الشاملة والدخول إلى سوق
العمل، كما استطاعت أن تستوعب جزءًا أو نسبة من الأطفال خارج النظام التعليمي؛ مما
دعت الحاجة إلى إتاحة وتوفير فرص تعليمية متكافئة لجميع الأطفال غير الملتحقين
بنظام التعليم، عن طريق زيادة أعداد هذه الأنماط التعليمية بجانب التأكيد على
الجودة، المتمثلة في الإصلاح والتحسين المستمر لكل جوانب العملية التعليمية ، وإذا
كانت هذه الصيغ الخمس للتعليم المجتمعي تعبر عن توجه طموح لتحقيق كل من الإتاحة
والجودة؛ إلا أن التوسع فيها يعتمد على مؤسسات المجتمع المدني، وتعضيد رجال
الأعمال، ولكنها غير مؤهلة اقتصاديًا للقيام بهذا الدور؛ لقصور تمويلها من ناحية،
ولاعتمادها على الدعم المالي الحكومي من ناحية أخرى. كما أنها لا تتماشى مع
الاتجاهات العالمية للتركيز على المهارات المستقبلية، أو مهارات الانخراط في سوق
العمل.